الثلاثاء، 18 مايو 2010

الحظ.. من معجزاتي (1)


الحظ شيء من معجزاتي (الجزء 1 )

الحظ .. هو العملة الصعبة في السوق السوداء من هذه الحياة ..
لا أبالغ حين أقول لكم بأنني سطرت بكراماتي المتفانية ملاحم من المعجزات والإطراءات في عصر انكماش المعجزات.. حين تخرجت من الدراسة ، توجهت مباشرة لأول وزارة (...) طرأ اسمها على تفكيري .. وقدمت أوراقي وملأت الاستمارة واصطففت في الطابور ... وبدأت رحلة المتابعة والمراجعات بشكل دوري لهذه الوزارة حيث كانت تعجّ بالمراجعين والعاطلين، ولم أكن رقما مقروءا من بين تلك الجموع الغفيرة .. لذلك تسلل إلى زوايا قلبي شيء من اليأس بأنني سأكون في آخر الطابور ولن أنال من تلك الوزارة حتى فتات العظام النخرة ..
ذات يوم، بدأ إعجاز الكرامات الإيمانية (بدون رياء) يأخذ مفعوله، لا أدري فلربما كان لـ(وسامتي حين كنت شابا) دور في أن يبتسم لي الحظ وأن يستخلصني رئيس قسم التوظيف من بين جميع المراجعين المحتشدين وكأنهم (مجاعة أفريقيا) يصطفون في طابور طويل يطالبون بمؤونتهم المقسومة .. رأيته يقترب مني ويبتسم في وجهي ويسألني عن اسمي .. فأجبته، فقال لي تعال معي ..

ذهبت معه إلى مكتبه .. كان مكتبا فارها خيل إليّ أنه مكتب الوزير بذاته.. فكل فقير (منزهق) ، اعتدنا أن نرى أفخم المكاتب في مدارسنا عبارة عن طاولة من الحديد الصديء وكرسي كسرت إحدى سيقانه وتمزق جلده المسكين ربما بسبب عدم مقدرته على استعياب بعض المدرسين الذين لايرحمون الجو العام ولا يرضيهم بقاء الأوكسجين في الغرفة مسيطرا ، وكانوا لا يألون جهدا بأن يعكروا صفو غرفهم بما يفرزونه من غازات طبيعية قد تكون سامة وتكون أحيانا ذات صوت نتيجة الاحتراق الداخلي – كما درسنا في علم الميكانيكا- وربما يفرز دخانا إن لزم الأمر!

أستغفر ربي ، فلربما أسأت الظنون بهؤلاء المدرسين، فقد يكون هدفهم (دعم الاقتصاد الوطني) في تصدير الغاز الطبيعي للمناطق المفتقرة لهذه الموارد الإلهية .. فالصومال – بحسب اعتقادي – محرومة من ثقافة الغازات من شدة جوعها وجفاف عقيرتها من الماء والغذاء ..

جلست أمام ذلك المسؤول وتبسم ثغري بكل ارتياح .. أخذ معلومات طلبي المقدم للوزارة، واتصل إلى (الكنترول) واستخرج رقم طلبي، رأيته متبسما وكأنه قد رأف بوضعي فكان يود مساعدتي بكل وضوح حين قالها لي، عندئذ تراجعت عن غروري الذاتي بأن ربما كانت وسامتي هي سبب انتقائه لي من بين كل تلك الرؤوس، إنما أيقنت أن (فانيلة جاسم) التي اندلع جيبها على أحد الكتفين وبانت بقع (الكلوركس) في إحدى زواياها أسفل الإبط،، وكذلك (نعال kitto) الذي بدأ (مسحولا) عند الإصبع الكبير من القدم حيث أنني لم أكن أرأف بحال هذا النعال ولا أشفق عليه حين أضعه في إطار دراجتي الهوائية عوضا عن استخدام (الفرامل) ، هاتين الماركتين الشهيرين في أوساط الشباب البحراني في زماننا قد تفيدان لاستعطاف قلوب الكبار على الصغار ! في حين أن الناس كانت تعيبهما...

وعدني بأنه سيعمل شخصيا على تسيير أموري وأن يجد لي الوظيفة الملائمة خلال أقرب فرصة على ان أتابع مع مجريات الأمور بالهاتف المباشر! ولم أكن أصدق هذا الأمر .. فخرجت من مكتبه وعلامات الاستعلاء والغرور تطفح على ملامحي وإن كان عبثا محاولاتي لإخفاءها خوفا من (عين الحسود) ... وكانت الجماهير تفتح أفواهها تجاهي مستغربة وتكاد أعينهم تأكل جسدي المبارك حسدا ..

تابعونا ...


هناك 7 تعليقات:

اقصوصه يقول...

والا قتلي وسامتي ها؟

زين هين ما عليه

ترى معبروفين اللي يوون من هاك الصوب

معروفين بالوساامه

لوووووووول

Seema* يقول...

السيد وسيم...يبدو أن الحظ مقلب! ; )

@alhaidar يقول...

رائع يا أبى حسين .. بورك شبابك الدائم :)

المهم ماذا كانت الوظيفة ؟ مشتاقون لكم كما للتتمة :)


تحياتي ..

علي يقول...

اقصوصة

التسبب مو زيييييييييييين هاااا


Seema
اممممم ههههه هو مو مقلب بس شوفي اللي بصير في الجزء التتمة لا اخرب عليج النهاية :D

علي يقول...

أحمد الحيدر

شكرا لتواجدك الذي احبه دوما سيدي
ولنا حق في الاشتياق لوجودك :)

حُـبي السَـرمدي يقول...

عجبتني اتذكر من يوم احنا صغار ما يشترون الا فانيلة جاسم يازعم ما تتغير لو الكيتو خخخ من ريحته اول ما يشترونه مميز

اهم شي الله رحم بحالك


ننتظر المزيد

لي عودة

دلال يقول...

الف الف الف الف مبروك على التخرج
مررت من هنا لأجد خبر رائع كهذا

واخيرا الهم انزاح وانتهت هالدراسة !