السبت، 23 مايو 2009

سوف أتمرد

... ولسوف أتمرّد !!

أنـا مــا خُـلقـتُ لأبـقـى حـزيـن
لأنـي مليـكُ العـصـور الطـويـلـة

تمردتُ ضـد احـتـكار السـنـيـن
وصـغـتُ المـحبـة منـذُ الطفولة

فـؤادي كـسيـرٌ وحقي سجين
ولكـنْ سأكـسـرُ قيـد القبـيلـة

سأهديـك يـا قبلة العاشقــين
ورودا تغطي السماء الجميلــة

وعهدا سأرشف منك الحنيــن
وأسقيك خمر حياتي الخميلة

سأهديــك قلبــا وحبــا دفيــن
وأعزفُ لحن حياتي الصقيلـــة



.

الأحد، 17 مايو 2009

بطولات سماحتنا

بطولات سماحتنا في رحلة الإحساء


كم أشتاق لزيارة مدينة الإحساء الجميلة، وكم تراودني هذه الأيام ذكريات آخر رحلة قمت بها إلى ربوع هذه المدينة الرائعة قبل سنتين تقريبا مع ثلة من الإخوة المؤمنين الأعداء .. وكم كانت لنا بطولات في ذلك اليوم الترفيهي الذي حاولت أن أستغل كل لحظة فيه استغلالا مناسبا ..
وفيما يلي أسرد لكم بعض بطولاتنا هناك :

1- منذ الليلة التي سبقت الرحلة .. اتفقت مع أحد المنظمين لها أن يأخذني معه بسيارته إلى موقع انطلاق الحافلة .. على أن يكون متواجدا أمام منزلي عند الساعة 5:45 فجرا .. إلا أنه غدر بي وأخلف وعده .. وجاءني في نفس الوقت المتفق عليه لكن كان تلفوني مغلقا لأنني أنا نــائم. (انا شنو ذنبي يعني ؟)

2- حين ركبت الحافلة .. وبمجرد انتهاء إجراءات الجمارك على جسر البحرين والسعودية .. تسلم أحدهم (الميكروفون) وقام بقراءة بعض الجلوات والأناشيد .. وقمت بالتفاعل معه لدرجة أنني (تعبت ونمت) حتى وصولنا إلى الإحساء !.

3- عندما وصلنا إلى الإستراحة في الإحساء .. توجهت مباشرة إلى أداء صلاة الظهر (بدون رياء)، وكلكم تعرفونني جيدا كيف أحافظ على أوقات الصلاة (خصوصا لما تكون بس ركعتين قصرا بعد التخفيض الإلهي بنسبة 50% لكل مسافر). وبعد الانتهاء من الصلاة قمت بتبديل ملابسي وارتديت ملابس السباحة وكنت أنوي التوجه إلى (بركة السباحة) إلا أنني مررت بإحدى الغرف المكيفة .. وجلست فيها قليلا .. ونمت ..

4- أيقظني بعض الأصدقاء .. فقد حان وقت الغداء ، قمت مباشرة والجوع يسبقني إلى تلك (الصينية) وتناولت نصيبي من الطبق... ونزلت إلى القاعة قاصدا (بقلب صاف ونية خالصة) التوجه إلى السباحة في تلك البركة .. لكن أحدهم ناداني لأسقيه كأسا من الماء، وكلكم تعرفون (مروءتي وإيثاري رضي الله عني ودام ظلي وجعلني الله لكم ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا)!! فقمت بسقيه الماء .. وجلست قليلا بجانبه أنتظر الكأس .. لكنه تأخر وهو يشرب ، فما كان مني إلا أنني (انسدحت) ونمت ...

5- أيقظني (الحملدار) صاحب الحملة والمنظم لها ، وقال لي إن الجميع توجهوا إلى الحافلة إلا أنت ! فقمت مذعورا فزعا .. وأخذت حقيبتي وبدلت ملابسي وتوجهنا مباشرة إلى حديقة الحيوان ..

6- جاء أحد الإخوان (من البحرين ويعمل في الاحساء) بسيارته الخاصة، سألته منذ متى لم تزر البحرين؟ ومنذ متى لم تزر خطيبتك؟ عندها بدأ الشوق يأخذه إلى هناك حيث الحنان والدفء .. وبدوري أنا حينما لمست فيه هذا الشعور بدأت (أسوّل له) وأحثه على التوجه إلى البحرين حالا !! وطلب مني أن أرافقه الدرب .. ولبيت دعوته وانطلقنا بالسيارة نحو البحرين .. وفي طريق العودة .. نمت مجددا وتركته يقود السيارة !! وأيقظني عندما وصلنا إلى حدود البحرين!

الأربعاء، 13 مايو 2009

الخميس، 7 مايو 2009

الساعة

الساعة متأخرة !!

في ليلة ليلاء من أوساط شهر ديسمبر الشتوي القارس إبان الغزو العراقي الغاشم للشقيقة الكويت. تواعدنا نحن الأصدقاء الأربعة عند (الدالية) بالقرب من حسينية بن خميس، والتقينا في الوقت المحدد بحيث أخذت على دراجتي الهوائية واحد من الصديقين والآخر أخذه ابن عمتي معه على دراجته ..

كانت الوجهة هذه المرة نحو الحديقة الصغيرة الكائنة عند أطراف السنابس أو هي أقرب إلى البرهامة وتطل على (دوار اللؤلؤة)، كنا نطلق على هذه الحديقة (حديقة الفقراء) لافتقارها الواضح إلى كل انواع أدوات الترفيه .. فقط كانت تحتوي على أرجوحتين فقط (مرجحانتين) ، ومزلاق (زلحانية)، وميزان واحد ومايقارب من 8 كراسي غير مظللة ..

كان الأهالي يقصدون هذه الحديقة على استحياء إلا أن البلد في تلك الفترة لم يكن فيها ملاهٍ ولا مناطق ترفيهية مخصصة، لذلك ينقسم الناس بين هذه الحديقة ومثيلاتها من الحدائق القليلة المنثورة على بقاع البحرين وجميعها في نفس المستوى ، والبعض الآخر من الناس كان يقصد السواحل (سابقا ولم نقل هذه الأيام كي لا تختلط عليكم المعلومات) للترفيه ..

فقد كانت السواحل تكتظ بالأهالي والعائلات والأطفال والصيادون .. والمفارقة الواضحة بين تلك الفترة وهذه الفترة أن الجيل الحالي أصبح لا يعرف معنى كلمة (ساحل) فكل سواحل البلاد دفنت وشيدت على انقاضها المراكز المالية التي تدر على البلاد الخيرات ... :d لتتواكب مع ما يطلبه العصر الحالي، فما فائدة السمك والزفر في عصر التقدم والازدهار ؟؟

انطلقنا بدراجاتنا المباركة عند حوالي الساعة الثامنة مساء ووصلنا خلال ربع ساعة بعد معاناة من الاصطدام بالتيار الهوائي البارد والقوي ومقارعتة، وبقينا نمارس حريتنا الطفولية في اللعب والفوضى هناك على تلك الحشائش الخضراء التي لم تصدق ان الشتاء هطل عليها مرة أخرى لأنها كانت ستقضي باقي أنفاسها حسرة بدون رعاية من الجهات المختصة التي لم تكلف نفسها يوما بسقاية هذه الأعشاب اليتيمة .. ولا حتى رشها بالأسمدة التي يستغني عنها كل أصحاب الحظائر ويلقوها لتفوح روائحها العبقة وتغطي أجواء القرى الريفية آنذاك !!

أخذنا السهو باللعب والتسلية والضحك والمزحات ولم يفكر أحدنا أن ينظر إلى ساعته لمعرفة ما إذا كنا تأخرنا أم لا ، فأهالينا لم يكونوا يسمحون لنا بالتأخر لأكثر من الساعة العاشرة ليلا خصوصا أن في تلك الفترة كان الوضع الأمني في منطقة الخليج غير مستقر بسبب إقدام قوات التحالف على الهجوم على الجيش العراقي لتحرير الكويت في عملية ضخمة أطلقوا عليها (عاصفة الصحراء) .. وكانت (صافرة الإنذار) تقرع بين الحين والآخر لتعلن حالة الخطر ..و بعد حين تقرع مرة أخرى لتعلن انتهاء الحالة ..

وفعلا حدث ماكنا نتوقع حدوثه في أي لحظة .. أطلقت صفارة الإنذار ..
كانت هذه الصافرة معلقة أعلى برج مركز المطافئ الكائن بالسوق لمركزي بالنعيم. وبمجرد سماع صوت الصافرة لاحظنا وبسرعة مذهلة كيف اختلت أجواء تلك الحديقة المكتظة بالناس .. وبقينا لوحدنا نحن الأربعة لا ندري ماذا نعمل وكيف نتصرف وأين نلوذ بأنفسنا لتجنب الخطر القادم !!

امتطينا دراجاتنا بسرعة وانطلقنا نحو العودة إلى المنزل .. لكننا الآن فقط انتبهنا إلى أننا تجاوزنا الحد المسموح لنا به من الوقت فكانت الساعة 12 ليلا !
يا لهوتييييييي.. كيف نرد على غضب أهالينا وكيف نبرر لهم هذا التأخير ؟؟

عدنا بدراجاتنا والخوف يسبق دوس خطواتنا على تلك التروس الصادئة ونحن نفكر في (تهزيئة الأهل) و في صافرة الإنذار المدوية بأعلى صوتها حتى أن أسلاكها الصوتية وبلاعيمها ستتقطع من قوة صراخها المزعج !! وإذا بنا نرى سيارة والدي قادمة من بعيد.. كان يقيننا أنهم خرجوا للبحث عنا وربما توقعوا تواجدنا في تلك الحديقة ..
في هذه الأثناء راودني الفكر الإعجازي العظيم! فاقترحت على الأصدقاء أن نقوم جميعنا (بتغيير الوقت في ساعاتنا ) وأرجعنا الوقت إلى (9 مساء) .. ذكاء غير طبيعي ماشاء الله علينا .. وهل يعقل أن تتأخر ساعات 4 أشخاص فقط بين كل شعب البحرين ؟؟ معجزة !

وصلت سيارة الوالد إلينا .. كان أبي وأمي في المقعدين الاماميين ، وعمتي في المقعد الخلفي من السيارة ..
توقفنا بدراجتينا وبدأنا بالتبرير بأن الوقت ليس متأخرا والدليل ساعاتنا التي لازالت تشير إلى التاسعة فقط !.. إلا أن عمتي لم تمهلنا الوقت الكثير ..
و ..
و .... ووو
بصقت (تفلت) بكل ما تملك من قوة دفع قاصدة إصابة وجه ابنها ..
لكن حدث ما لم يكن بالحسبان ..
قوة التيار الهوائي (الهواء شمال) كانت قد غيرت مجرى (ماء الورد الأخضر) من وجه ابن العمة (...) إلى فم صديقنا (...) وبدأ بالتقيأ فقد امتلأ فمه حد الطفح .. وحرّم بعد ذلك الالتحاق بركب قافلتنا وأصر على إكمال المسيرة زحفا على الأقدام نحو منزله .. وقد باءت جميع محاولاتنا لردعه عن قراره بالفشل، حتى أننا حاولنا إقناعه بأن ما أصابه هو نوع من البركات التي نادرا ما تحل على العباد!!

أما حين عدنا للمنزل فقد قامت والدتي بمعاقبتي بإفراغ الهواء من إطارات دراجتي بمسمار غليظة .. (بنچرتهم) .. وهددتني بكسر (المقود) إن تكرر عنادي !!

تابعونا

الاثنين، 4 مايو 2009

الحزن والأمل

الحزن .. واستقاء الأمل



خبأت في قلبي نزيف حياتي
وقضمت همي واشتعلت بذاتي

لتعود قافلتي لمرفأ نبضها
وتنام في جفني حروف حياتي


قد كنت بارجة تداعب ماءها
وترتل الأمواج مثل صلاةِ

فأفقت من حلم جميل في الحشا
غرس الجذور الصم في شتلاتي



بقلم/ علي الملا