قوانين وعقوبات ..وفرصة الانتقام ..
(اضغط هنا لقراءة الجزء الأول من الهروب)
(اضغط هنا لقرااءة الجزء الثاني من الهروب)
(اضغط هنا لقرااءة الجزء الثالث من الهروب)
(اضغط هنا لقرااءة الجزء الرابع من الهروب)
بكل رباطة جأش .. وبثقة عالية أجبت أخي ناصر: نعم ذهبت إلى المدرسة .. لكنني (استأذنت من
المدرسة )لأذهب للمنزل وأعود.. قلتها .. وخلال ثوان قليلة بدأت أشعر (بشمخ في الضمير) لأنني كذبت عليه ..
قلت في قرارة نفسي (جزء من الصدق منجاة ) .. فعاودت النظر إلى عينيه مرة أخرى وافترّ ثغري عن ابتسامة غريبة .. فقلت له : في الحقيقة أنا استأذنت من نفسي فأذنت لي وتسورت حائط المدرسة .. لكن كان هدفي من التسرب هو الذهاب للمنزل سريعا والعودة قبل نهاية الدوام المدرسي .. (جزء من الكذب الأبيض والتورية)
سألني : ولماذا تريد الذهاب للمنزل ؟ هل نسيت شيئا مهما لا تستطيع من دونه إكمال تعليمك هذا اليوم ؟
أجبت: نعم فلقد نسيت أن أتفقد أحوال الرعية في (صندقة الحمام ) !!
قال : وهل هي من الضروريات ؟
قلت : كعادتي اليومية بعد الفطور الصباحي الدسم (شاي مع حليب وبغصم )، وبالتأكيد بعد هذه الوجبة (العرفانية) أمارس الرياضة الصباحية(لزوم الرشاقة) حيث أصعد جريا بكل تواضع لسطح المنزل لتفقد (صندقة الحمام) والاطمئنان على أوضاع الحمام الصحية والنفسية والغذائية..ولا أغفل احتياجاتهم
العاطفية في (المحاكر) .. حيث أنني عملت جاهدا (بدون عجب ) على توفير كل ما هو متوافق مع كرامة وحقوق الحمام حسب ما تنص عليه مواد وبنود الدستور العالمي في تربية الطيور الأليفة.. ومن أهمها حجز (محكر مزدوج) لكل زوج من الحمام (ضكر ونفية) من أجل احترام خصوصياتهما والستر العام ( خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ) ..
أيضا كان لزاما علي أن أضع بعض (القوانين والعقوبات ) على بعض الحمام من الذين لا يلتزمون بالقانون الذي سننته من أجل تنظيم سير الحياة في الصندقة وأسميته (قانون الحشمة ) والهدف منه تطبيق الوعي الاخلاقي .. والفصل بين الجنسين . تماما كما هو مطبق في مملكة الدجاج بمنزل أختي أم عبدالله في مدينة حمد ..
كذلك قمت بوضع قانون أسميته ( قانون التجمهر ) وهدفه التقليل من نسبة التجمعات والتكتلات المشبوهة فوق (السحّارات) والأرفف داخل الصندقة .. فقد لاحظت ولأكثر من مرة بأن هنالك تجاوزات صارخة من بعض (الذكور) حيث يتجمعون بالقرب من أحد المحاكر وبالذات في حال كون (الإناث) لوحدهن يحمين بيضهن وصوصهن ..
ناهيك عن وجود بعض حالات الخيانات العظمى التي تم القبض على بعض الجناة منهم متلبسين بالجريمة.. فما كان منا إلا أننا نفتح محكمة مصغرة (محايدة تحكم بالعدل ) وتقضي بعزل الحمامة التي تضبط بالجرم المشهود عن باقي الحمام لمدة لا تقل عن يوم ولا تزيد عن 3 أيام مع الغرامة.
أيضا قانون آخر سنناه يفرض على الحمامة (الأنثى) بألا تتجول لوحدها في أرجاء الصندقة بعد صلاة المغرب إلا مع (محرم).. فالجميع يعلم بأنه تحت (جنح الظلام) يسول للأنفس الحمامية المراهقة مالا يجول بخاطر .. لذلك فنحن لا نتحمل المسؤولية التي ينتج عنها أي مخالفة مستقبلية ..
بالطبع لا نتكلم عن شرف جميع الحمام ، فللبعض منهن مواقف بطولية .. إذ أنه ذات مرة حاول أحد هم الاعتداء على عش إحداهن فما كان منها إلا أنها استثارت بكل ما أؤتيت من بأس وشجاعة وثارت حميتها فقامت بالذوذ عن حياضها باستماتة غريبة وبطولة من دون خوف ..
أفكر حاليا في إنشاء مجلس تشريعي منتخب من أجل (تعزيز الديمقراطية ) في المنطقة .. وسأعلن قريبا عن صدور (مرسوم) ينص على قيام الانتخابات وفتح باب الترشح ...
وكوني لم أتفقد الأوضاع هذا الصباح فإن ضميري بدأ بتأنيبي كثيرا ما جعل من ذهني مشتتا ولم أستطع التركيز في جميع الحصص التي حضرتها هذا اليوم ! فقررت أن أذهب للمنزل وأعود سريعا !
تسمّر أخي ناصر في أفكاره قليلا وصمت هنيهة .. ثم أردف قائلا : سأوصلك إلى المنزل بنفسي!
أحمرّ وجهي حرجا وخوفا : لا لا أنا سأذهب بنفسي وقد أتوجه للمسجد لصلاة الظهرين ومن ثم أذهب للمنزل ..
الغريب في الأمر أنه سمح لي بالذهاب وحدي ! هذه المرة أنا قمت بمراقبته وأين يذهب .. كانت تراودني فكرة (شينة) بأن أبلغ عنه والدتي بأنه ذهب إلى مكان غير مرغوب فيه .. ولازالت في نفسي رغبة الانتقام ..
تركته يشعر بأنني ذاهب للمنزل وبعدها قمت بمراقبته عن بعد .. ويا للفرحة العارمة..
وجدته يدخل إلى أحد الاسطبلات في جدحفص ، هذا الاسطبل فيه من الخيول والحمير وكل ما تشتهي النفس من الدجاج والحمام والكلاب أيضا !! للحراسة..
هنا الصيد الدسم والانتقام الجميييل ..
راحت عليك يا ناصر !!
أهلي المتشددين جدا ، يعتبرون الدخول إلى (الحوطة ) من الكبائر التي تعادل (قتل النفس التي حرم الله ) وتوجب على من يتجاوزها القواعد أن يقام عليه (الحَدّ) فلربما ينال أخي مكافأة الـ (50 جلدة ) العقوبة التي سنها والدي بمباركة وتأييد من والدتي ..
ارتسمت على شفاهي ابتسامة صفراء ماكرة وقلت في نفسي : برز روحك، جاءك الدور يا النصري .. وبدأ حلقي يزداد اتساعا من الابتسامة ..
ويزداد أكثر ، ثم أكثر، وأكثر حتى (انشرم ) وأصبح باتساع مقاسه لا يقل عن 20 سنتيمترا ..
تابعونا ...