الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

رحلتي من دمشق إلى بيروت

رحلتي من دمشق إلى بيروت !!

شاءت الظروف والأقدار أن يكتب لي أن أتوجه في ذلك اليوم إلى لبنان.. كان ذلك في العام 2000 قبيل الاندحار الصهيوني من الجنوب .. كنت حينذاك في سوريا، حينما اتفقت مع صديقي السفر إلى بيروت واتفقنا على الجزيئيات.

هو الآخر – صديقي- لم يغفل جانبا من الإرشادات التي أولاني إياها والتي قمت بإتباعها خطوة خطوة رغبة في الوصول إلى المنطقة المنشودة ونلتقي هناك ويستلمني ويكمل معي المشوار ..

توجهت صباحا عند السابعة إلى محطة سيارات الأجرة (التاكسي)، وحجزت مقعدا في إحدى السيارات التي كان ينقصها فرد واحد لتتحرك، فبمجرد أن وافقت على عرضه لي واتفقت معه على نقلي إلى بيروت حتى سمعت البعض ممن داخل السيارة يهللون (ويجببون) فرحا بأن الفرج قد حان وأنهم أخير سيتحركون.

ركبت السيارة، لكني تفاجأت بأن جميع من كانوا في السيارة هم من المقاسات (XXL) ! ما عدا السائق وأنا الذي كدت أختفي وأنا أجلس تحت إبط أحدهم ، فيكفيني أن يكون حجمي النحيف تحت ذراعه التي كانت بحجم فخذاي معا، ولست هنا أود الحديث عن كمية العرق التي كان يفرزها من تلك المنطقة، والذي أعتقد أنه بسبب تلك الرحلة بدأ ينمو الشيب الناصع في شعر رأسي! ناهيك عن ذلك العجوز الفسّاء الذي كان ثقيل الأذن قليلا وكان سمعه متعبا.

كان الجميع في تلك السيارة من (ضيعة) واحدة في الشام، حتى السائق كان من ضمن جيرانهم، وكنت أنا الأوحد بينهم غريبا وصغير السن والحجم معا، لذلك بقيت طوال الرحلة ساكتا لم أتفوه ببنت شفة، وهم كذلك كانوا يظنونني (إيرانيا) بشكلي لولا رؤيتهم لجواز سفري عند الحدود ..

دخلنا إلى لبنان ومررنا على البقاع، وكانت الأرض الخضراء والجبال العالية من أجمل المناظر التي لم أشاهدها إلا من خلال الشاشة وبدأنا نطوف عليها وأنا الوحيد الذي كنت أنظر بكل تمعن وانتباه شديدين وأحيانا بشيء من الدهشة مما كانت عليه هذه الطبيعة ! سبحان الله ..

عند منطقة (شتورة)، وفي أول استراحة توقف فيها (التاكسي) كان صديقي (حسين) ينتظرني هناك ليقلني بسيارته الإيجار لباقي المشوار، لكني طلبت منه أن نبقى في هذه الاستراحة الجميلة لتناول وجبة الإفطار كوني خرجت مبكرا قبل أن أدخل في معدتي ولو قطعة خبز.. وبقينا وطلبنا بعض السندويشات الخفيفة upload وبعد الانتهاء من الإفطار اضطررت إلى أن أتوجه إلى دورة المياه download !!


استأذنت صاحبي وهو كان يدخن سيجارته وتوجهت بحثا عن دورة المياه في تلك الاستراحة المترامية الأطراف الشاسعة ، وأخير وجدت دورة المياه لكنها غير معنونة بيافطة تدل إن كانت مخصصة للرجال أم أنها للنساء! لكني في تلك اللحظة شاهدت رجلا يخرج فاطمئن قلبي ودخلت وكلي ثقة أنها دورة مياه للرجال !

قضيت حاجتي من كلى المستويين ولبيت نداء الطبيعة، تذكرت أن صاحبي حسين لم يضف من ضمن إرشاداته المفصلة بأن الحمامات في معظم استراحات لبنان العامة (ليس فيها ماء) ! وأنهم يقتصرون على استخدام المحارم الورقية عند قضاء الحاجة من الدرجة الثقيلة، ولا يحتاجون إليها إذا كانت من الدرجة الدنيا!

يا لهوييييييي .. كيف أتصرف في هذه الأثناء؟ هل أرضخ إلى هذه الضغوط وأستخدم المحارم؟ كلا وألف كلا! فآليت على نفسي أن أنادي بأعلى صوتي لعل أحد الرجال يسمعني، أو لعل صديقي حسين يفتقدني لتأخري في الحمام ويأتي للبحث عني وتنتهي المشكلة! وبقيت على وجل أنتظر سماع وقع خطوات أي كان لأنادي بصوت طالبا قنينة (غرشة) ماء .. لكن حظي العاثر جعلني أنتظر لفترة لا تقل عن 5 دقائق!

أخيرا جاء الفرج !
سمعت صوت الخطوات تتقدم نحوي ببطء ، ارتاح قلبي وانطلق صوتي بدون قيود (بنحنحة) كخطوة أولى، لكني صدمت جدا جدا جدا حينا عرفت أن القادم نحوي هو ( امرأة ) !! حينها تيقنت أن هذه (دورة مياه للنساء) ! فانعقد لساني وأحسست بأنني بحاجة لأن ينطبق علي سقف الحمام ولا أجد نفسي محرجا أمام مجموعة من النساء!

بقيت أيضا مدة لا تقل عن 3 دقائق وأنا أتكتم حتى على أنفاسي حتى لا تسمعني إحدى (الستات) وتقيم الدنيا على رأسي، وبمجرد أنني تأكدت أن دورة المياه عادت خالية مرة أخرى، حتى سمعت صوت حسين يناديني بالقرب من الحمام وناديته وسلمني المياه وانتهت أزمة الحصار تلك ..

خرجنا بالسيارة وتوجهنا إلى بيروت حيث السكن وأنا ألومه على ما حصل لي من موقف محرج جدا، وتعهد لي أن يخبرني بكل التعليمات في أي خطوة أريد أن أقدم عليها خصوصا وأنه قد عاش للدراسة في لبنان 3 سنوات قبل قدومي إليها..

مضت بضع أيام على مكوثي في بيروت، واقترح أحدنا أن نخرج للتمشي على سواحل بيروت بالقرب من (صخرة الروشة)، وبعد ذلك توجهنا إلى العشاء في أحد المطاعم، حيث طلب حسين سندويشة شاوراما واحدة فقط، في حين طلبت أنا سندويشتين لأن واحدة لا تكفيني وأنا النحيف، واستغربت كيف سيشبع صديقي حسين بواحدة فقط!

رأيته مستنكرا لطلبي سندويشتين وكرر على مسامعي سؤاله ( أنت متأكد أنك تريد 2 )؟ فأجبته بنعم! لكن داخل قرارة نفسي بدأت أشعر بأنه ربما لم يكن يملك مبلغا يغطي مصروف العشاء، مع العلم أننا نتشارك عادة في المصروف!


انتظرنا قليلا حتى وصل الطلب!
ياربيييييييي !!!!! الآن فقط عرفت سبب صدمة صديقي من طلبي لسندويشتين وليس واحدة !
كانت السندويشة الواحدة طولها لا يقل عن 30 سنتيمترا وسمكها لا يقل عن 7 سنتيمتر!
وحضرته ... لم يخبرني بأن حجم السندويش لدى هذا المطعم بهذا الحجم !!

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

صباحك عيد

صباح يرسم بسمتك




صباح جديد
وألف صباح يداعب حزني
ويستلّ صفحاته الخاوية ..

صباح جديد
وألف صباح يغني .. يغني ..
ويرسم دربا لخطواتيه ..

صباح جميل
وهذا النسيم
يرافق بسماتك الصافية




وعيدكم مبارك مقدما ..


الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

الــفــراق

الـفِــــراق


فيما يلي ترجمة الأنشودة الصوتية من الفارسية إلى العربية:

اليتامى ظرفهم أليم
سـاكـتـيـن ورأسـهـم لـلأرض
والـحـزن أثقل أكـتـافـهـم
دموع العين عـلـى الوجنات
ويأنون حزنا على أبـيـهـم
ذلك الـذي كان يـأتي وحيـد فـي الليل
وعـلـى كـتـفـيـه خـبـز وتـمـر ..

الآن عـرف الـيـتـامـى مـن هو
ذلـك الـذي كان يـأتي فـي الليل مـتعبا
يـأتـي ويـطـعـمـهـم
الآن قـد فـهـم الـيـتـامى أنـه كـان "علي"

إحـمَـرَّت الـسـمـاء
وقـلـوب الـجـمـيـع منكسرة
والقـلـوب منفطرة
والعـيون جائعة تترقب درب أبيهم
لـمـاذا لـم يـأت لـيـطعِـمهُـم؟
دون وجـوده لا يـريـدون الدنيا
حـيـاتـهـم فـداء لأبـيـهـم
والـجـمـيـع إليه يـسـارعـون

قـلـبـي فـاض بالامنيات
والـلـيـل حل والـضـلام
الـلـيـلـة هي لـيـلـة (
الـمرادي)


لا تـبـك يـا إبـنـتـي
دموع الشوق بـاتـت فـي العيون
وفـاطـم آتية
إنها تـعـلـم بالحال
الـلـيـلـة سـوف تـأتـي لـمـصابي
سأبـقـى مـسـتـيـقـظـاً أنـتـظـرهـا
بـعـد لـوعـة قـلـبـي
وشـدة الألم

طـول السنوات والـغـيـاب.

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

تبولة ومايونيز !!

تبولة ومايونيز !!

منذ الطفولة نسمع عن بعض العمال الوافدين من الدول الآسيوية على أنهم يمتازون بدرجة عالية من (التفكير المتأخر) والعقليات (الضحلة) المتوقفة عن الاستنباط . وكأنهم موديلات منتهية من أجهزة الحاسوب ذوي السرعة ( k.b486) قبل أن يولد نظام التشغيل التقني Windows آنذاك وقبل خلق البانتيوم ..

البعض الآخر من هؤلاء الوافدين كان يتسم بحرارة الأعصاب والحماقة بكل معانيها .. وبمجرد أن تحاول المزح معه أو لمجرد أنه يفهم منك أن تستهجنه قد تثور ثائرته وقد تتحمل مسؤولية ماجنيت على نفسك !! فهؤلاء (خيرة القوم) الذين أراد لهم علية القوم هنا التمكين في هذه البلاد الطيبة .. ولا مجال لمن كان على تربتها منذ الأصول أن يتنفس .

ذات مساء حين كنا على ساحل قرية "البديع" أقصى غرب
العاصمة المنامة، حان وقت العشاء وتوجهت مع أحد الأصحاب إلى أحد المطاعم الصغيرة في تلك المنطقة .. دخلت وسألت العامل الأسيوي (ماركة بنجلاديش) ، وكم هي معروفة هذه الماركة بحماقتها الزائدة عن الحدود .. وذكائها السلبي المستفحل !

سألته إن كان هناك إمكانية أن يعمل لي سندويش (دجاج بدون مايونيز)!
بمجرد أن سمع هذه الكلمة وكأني به قد انطبقت عليه السماء وغاص في الأرض سبعون ذراعا شططا!

تسمّر في أفكاره هنيهة ورد علي قائلا: مايصير رفيق ! مايسوي أنا دجاج بدون ميونيز!
كررت سؤالي عليه وحاولت أن أقنعه بأن بإمكانه أن يضح قطع الدجاج وأن يضع الخضار والكاتشب وألا يضع الميونز ..
قال لي: مايصير رفيق والله مايصير، أنا في أرباب يقول لازم خلي مايونيز مثل اللي مكتوب في القائمة!

ياإلهي مالعمل الآن !!
شتى الوسائل عجزنا أنا وصاحبي لإقناع هذا المخلوق ! وحين اعتلى صوتنا وصراخنا بعض الشيء، التم حولنا 3 من العمال في ذلك المطعم ! حاولنا ان نوصل الفكرة لأحدهم بأن بإمكانه أن يضع الدجاج من دون ميونيز! لكن محال طلبنا .. فجميعهم أصروا على عدم إمكانية التوصل إلى حل لهذه الأزمة .. فقررنا التالي :

اقترحت على ذلك العامل أن يعمل على تجهيز الوجبة خطوة بخطوة تحت مراقبتي الشخصية .
قلت له :
1- افتح (الروتية/الصمونة) - الخبز .. فتحها ..
2- ضع قطعة الدجاج .. وضعها ..
3- ( في هذه الأثناء رأيت يده تنطلق سريعا إلى (غرشة) عبوة الميونيز إلا أنني نهرته وقلت له توقف لا تلمسها ! فسألني : متى أنا يحط ميونيز !! ولا كأني قايل له ما أريد مايونيز !! قلت له انتظر قليلا..
4- ضع الخضار - وضعه .. وأيضا اراد الميونيز فمنعته ..
5- ضع السندويشة الآن في جهاز التسخين ! فثارت ثائرته وكأنه قد فقد أحد أولاده ! وصرخ في وجهي : أنت مافي يفهم ؟؟ شلون خلي في ماكينة وانا مايخلي مايونيز !

اضطررت أن أوافق على وضعه للمايونيز في تلك السندويشة والتي أخذتها ودفعت ثمنها، ووضعتها على طاولة المطعم للتمويه بأنني نسيتها هناك لعل الله يبعث من يأكلها غيري !!

خرجت من ذلك المطعم .. وتوجهت إلى كافتيريا صغير في آخر الشارع .. وقد (انسدت) نفسي عن الطعام .. وقررت أن آخذ سلطة (تبولة) .. سألت العامل الأسيوي أيضا وأظنه من نفس الفصيلة السابقة !
- رفيق ، هل لديك (تبولة) ؟
- أجابني بكل ثقة : نعم موجود ، لحظة واحدة ، وكانت ابتسامته العريضة تكشف على (ضرسين) يتيمين في فمه لم يكتب لهم الله عائلة يستانسا بهم .. وكانا في المساحة العلوية من (الحنك) ..

ذهب قليلا ثم جاءني عامل آخر ..
سألني : هل انت من طلب (تبولة) ؟
اجبته بنعم..
إلا أنه برر لي قائلا بأن ذلك العامل وصل للبحرين حديثا ولا يمكنه تفهم اللغة العربية، قلت له حسنا وما المشكلة الآن ؟
أجابني بسؤال آخر فاجأني به وصرعني أرضا : انت تريد تبولة ، ماهو التبولة؟ هل هو سندويش ؟؟
أخيرا اضطررت ثانيا أن أعود إلى الساحل وأنا محمل بأكياس (المينو) والبطاطس !!