الجمعة، 26 يونيو 2009

وداعا جاكسون

ورحلت يا مايكل جاكسن .. مسلما ..


يقال أن المطرب المشهور .. مايكل جاكسون أعلن دخوله في الإسلام قبل فترة من الزمن، وهانحن اليوم (يفجع العالم) بنبأ وفاته في ظروف غامضة.

ونحن في البحرين لنا خصوصية مع هذا المطرب (الراحل) إذ أنه حصل على (الجنسية البحرينية) التي لم يبق نفر في الكون لم يحصل عليها حتى أصبحت لا تزن مقدرا من هذا العالم.

على كل حال، لا نقول إلا (ثلم الغناء ثلمة عظيمة بفقدك يا مايكل جاكسون) !!!!
فهاهم ثكالاه ينتحبون ويبكون، فهنالك أنباء عن احتمالية إقامة تعزية على روحه (السامية) في أحد المراقص !!!!


عقبال الباقين .....

.

الأحد، 21 يونيو 2009

تحبون النخي؟

كتبت في مذكراتي التي تعود إلى سنة 1992م :

صاحبنا (...) ذهب ليشاهد الفعاليات الضخمة في العاصمة المنامة.. كان منبهرا جدا لكثرة الناس المتراصة حيث لا مجال لأن تعبر حتى ذبابة بين هذه الصفوف..
عشرات الآلاف كانت تصطف على تلك البقعة من البحرين في العاصمة..
كنت أراقبه لأني أعرف أنه مندهش من هذا الازدحام .. وهو كذلك رآني في آخر اللحظات التي بدأ التململ يملأ داخله.
انفرجت أساريره فسلم علي وسلمت عليه لسألني: أين أجد لي مكانا أستريح فيه بحيث أقف وأشاهد المواكب المارة؟

فدللته على إحدى الزوايا، وأخذته أيضا إلى (العرشة) أو الخيمة التي تنصب سنويا في موسم إحياء هذه الفعاليات الدينية الضخمة ويتم فيها توزيع المياه والمأكولات الخفيفة على المشاركين.. وكانت هذه الخيمة توزع في تلك الليلة كأسات مليئة بالحمّص (النخي) .. فأخذ كل منا كأسا وذهبنا لنقف بالقرب من أحد المباني.

صاحبنا (....) تعب من الوقوف المتواصل ولم يكد يصدق أنه رأى الحائط فانطلق نحوه واستند عليه .. وأخذ يشاهد الموكب المار وهو يأكل من الحمص ..

وفجأة وإذا بي أراه يبصق (يتفل) بشدة وحماسة لدرجة أن جميع من حوله انتبهوا لهذه الحركة !!
هرعت سريعا نحوه وسألته عن المشكلة !

فأخبرني بأنه وبينما كان مستغرقا في النظر إلى المواكب التي تمر أمامه وهو يأكل النخج، وإذا به يشعر بأن الطعم قد تغير فجأة من المالح إلى المرررر ..

نظر إلى الكأس ولم يجد شيئا مختلفا .. لم يكن سوى حبيبات الحمص في ذلك الكأس !!
تعجب وسأل نفسه : ماهذا الطعم الغريب؟
لم يعر الأمر اهتماما أكبر من حجمه .. وواصل الأكل ..

لكن المصيبة وقعت حينما أخبره الرجل الذي يقف بجانبه عن وجود آثار اتساخ على قمصيه الأسود .. وقد يكون هذا الاتساخ ناتج عن بعض افرازات الحمامة التي كانت فوق لوحة المكيف بالطابق الثاني من الحائط ..

فيبدو أن هذه الحمامة وبينما كانت تمارس حقها الطبيعي في التعبير عن حريتها الشخصية وممارسة طقوس الراحة .. سقط كل ما يثقل معدتها في ذلك الكأس وابتلعه صاحبنا (كوكتيل) مع النخج..


الثلاثاء، 16 يونيو 2009

حماركم في عزكم!

حمارتكم تتربى في عزكم !!

أن تفكر ذات مرة في زيارة لـ(قرية الدراز) وأنت لا تملك خارطتها المفصلة التي قد تساعد في إنقاذك من التيه بين أزقتها و(دواعيسها)، فتلك مغامرة خطرة قد تعيش باقي عمرك نادما عليها!!

فالدراز، هي أكبر قرية في البحرين (على حد معلوماتي القديمة)، وفيها من المتاهات والأزقة والطرق المتعرجة والغير معبدة والتي أهملها المسؤولون في الوزارات المختصة عمدا لهذا اليوم، ما يكفي لأن يضيع فيها المرء – غير الدرازي- ربما لساعات طويلة !!

وقد تصادف في طريقك وأنت (تائه) العديد من الغرائب والطرائف والرعب أحيانا! وقد تصطدم ببعض المواقف مع قاطني المنطقة وخصوصا الساكنين في أريافها..

بالضبط هذا ماحصل لنا .. ففي نهاية الثمانينيات، كانت الدراز لازالت المنطقة الأكثر (وعورة) في طرقها، ولم يكن آنذاك قد شيّد عند مدخلها (الدوار) الحالي، لذلك فمن الخطر أن يجازف أمثالنا ونحن (شلة) من الصبيان نجوب القرى على دراجاتنا.. فلا مناص أمامنا غير أن نسلك (شارع النخيل) الذي يقطع وسط القرى الشمالية ابتداء من كرباباد مرورا بكرانة عبورا بمنطقة باربار حتى نصل إلى الدراز وندخلها بدراجاتنا (الأبية المقدامة) التي لا تكل ولا تمل من صعوبة الدروب ..

كان (ساحل أبو صبح) حينها مملوء بالنفايات وأنقاض المنازل المهجورة يحيث يقرأ الزائر لهذا الساحل التاريخي العظيم منذ الوهلة الأولى إهمال الجهات الرسمية المختصة في الدولة للبيئة الطبيعية في المناطق التي تعد ضمن القوائم السوداء نتيجة لمواقفها المعارضة لبعض السياسات، وأيضا ربما لأنها لاتعتبر محط أنظار السائحين!.. في حين ترى المبالغة في الاهتمام بمناطق أقل أهمية لا لشيء إلا لأنها مناطق (لاتهش ولا تنش)..

دخلنا إلى وسط الدراز (رض) ... لم نكن نستغرب وجود هذا الكم الهائل من (الماعز والبقر والحمير) في كل زوايا الدراز في تلك السنوات، فلا نكاد نقطع 200 متر دون أن نرى إحدى المواشي أو الطيور الداجنة! فمنذ صغرنا ونحن نسمع أن الدراز مرفأ خصب لتربية الحيوانات والماشية..

وبدأنا نقطع الأزقة والطرقات (الزرانيق) ونحن نتمازح فرحا وفضولا.. إلى أن اكتشفنا أننا قد (ضعنا)! بدأ الظلام يلقي برداءه المخملي على رؤوسنا، وبدأت خيوط الشمس تنسل عن أشعة بنفسجية أو كما كان بعض أهالي القرى يسمون هذا اللون (بيلجاني) نسبة إلى قربه من لون (الباذنجان)! وبدأنا نتخبط في سياقتنا لدراجاتنا! وكنا نخرج من زقاق لنكتشف أن هذا الزقاق قد أودى بنا إلى زقاق أكثر متاهة من سابقه!

وفجأة.. خرجت علينا طفلتين ريفيتين بمعنى الكلمة.. فلباسيهما يوحي إليك بأنهما قد تكونان تسكنان في أوساط مزرعة ريفية جميلة، كانت أعمارهما لا تزيد عن 10 سنوات !

هاتين الطفلتين قطعتا علينا الطريق ولم تكترثا حين مرّتا على الدراجات في سرعة مما اضطرنا إلى أن نتوقف فجأة، والحمد لله الذي أنجانا وأنقذهما من حادث كان لابد أنه سيقع حتما لو لا اللطف!

أردنا ان نعنفهما على هذا التجاوز واللامبالاة، لكنهما لم تديرا وجهيهما لنا حتى ولم تعتبران أنهما كانتا على خطأ وأنهما كانتا ستتسببان في مجزرة قد تثور بعدها الروح القبلية وقد تمتد حرب انتقامها إلى قعر السنابس فتسيل الدماء (للركب) وتعلن المقاطعات بين القريتين الشقيقتين !

كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا.. حين استرقنا السمع لهاتين الطفلتين، حيث كانت إحداهما تضحك بقهقهات متعالية وفيها شيء من الفرحة العارمة والتفاؤل المديد وهي تقول لصديقتها باللهجة الدرازية الأصيلة: (باركي لينا، اليوم ولدت حمارتنا ويابت لنا حمارة نفية صغيرة)!! وهي تقصد أن حمارتهم قد رزقت (بجحشة) صغيرة.. وقد كانت تتلقى التهنئة الحارة من صديقتها التي كانت ردة فعلها (الطبيعية) على هذا الخبر أن قامت باحتضان صديقتها وقالت لها بصوت أكثر علوا (مبروك)!!

قلنا في قرارة أنفسنا : تتربى في عزكم .. وتكون من الذرية الصالحة لأمها الحمارة !

أهم شي طلعنا منها سالمين لافاقدين ولا مفقودين!!





الأربعاء، 10 يونيو 2009

ما فاتني؟؟؟

ما الذي فاتني؟؟

مر حوالي اسبوعين على انقطاعي عن العالم الخارجي ومتابعاتي للأخبار والأحداث بسبب انشغالي بالتحضير إلى الامتحانات الجامعية والحمد لله قد انتهت على خير..

لكن حينما عدت إلى أرشيف الأخبار المحلية والعالمية رأيت الكثير قد فاتني من الأحداث المهمة في هذا الكون، ومن ضمنها انتخبات لبنان، وتطورات مرض انفلونزا الخنازير، وقضايا أمنية وجنائية حصلت داخل البحرين ومحاكمات في مختلف القضايا واهمها قضية المعامير (يعرفها البحرينيون فقط والمتابعون للشأن البحريني المحلي)!..

ولكن أهم ما فاتني هو الجولة الشرقي أوسطية والخطبة الشقشقية العظيمة للرئيس الأمريكي أوباما والتي ألقاها يوم الخميس في مصر، وأنه قد بدأ خطبته التاريخية بآيات قرآنية وأحاديث شريفة ! ولعله كان ينوي أن يستشهد ببعض الأبيات الشعرية لأحمد شوقي وبعض الامثال الشعبية ولكن نعذره فلربما كان وقته ضيقا ولا يسع!

أظن أنه لبعض الانشغالات فقد قرر أن يلقي خطابه يوم الخميس بدلا من الجمعة وإلا لكان إمام الجمعة حينها ويصلي الرؤساء والمسؤولين بإمامته لتكون (صلاة الجمعة التاريخية) كذلك !!.
وعقبال نشوفك في العمرة يابو حسين!!

بالمناسبة، فقد أرسل لي أحدهم هذه القصيدة - في الفيديو المرفق - وهي لشاعر عراقي مشهور جدا .. يوصل رسالة لأوباما بأسلوب شهري فكاهي جدا .. فأحببت ان تشاروكوني سماعها والتفاعل معها ..


وكل امتحان وأنتم بخير

الاثنين، 1 يونيو 2009

أيام الكويت

الكويت.. الحب الخالص للتراث

أكثر ما تلاحظه وأنت في دولة الكويت هو الاهتمام الكبير بأمجاد هذه الدولة، وإبراز التراث الخليجي الأصيل الذي يبهرك ويجعلك تشعر أنك تعيش الماضي والحاضر معا في جو من الأمان والسعادة والتطلع.

بعكس ما تلاحظه وأنت في مملكة البحرين وهو الاهتمام الكبير بتدمير أمجادها وإخفاء ما يطفو من التراث الخليجي والهرولة نحو العمران والتعمير ذو الطابع الحديث من دون ترك بصمة تشعرك بماضي هذا البلد العريق والذي يهتم الأجنبي بتاريخه أكثر من أبناءه!
تلك مقارنة غير عادلة في موازينها.
أثناء إقامتي الأخيرة في دولة الكويت وأنا أتسوق في سوق السالمية، أخذت عصافير بطني تطلق صافراتها المزعجة، وأكملت مسيري إلى أن لفت نظري مطعم سمعت عن شعبيته بين الناس، اكتسب شهرته تلك من خلال تقديمه الوجبات الخليجية الشعبية، واتخذ من الطابع التراثي ديكورا، حتى العاملين فيه يرتدون الملابس الخليجية القديمة التي اختفت من بلادنا فلم نعد نراها حتى من المسلسلات الخليجية الأخيرة! ناهيك عن - صباب القهوة - الذي ارتدى الإزار الخليجي القديم ذو المربعات السوداء والرصاصية، وتلك الثوب البيضاء، ولفّ على رأسه الغترة التراثية مما يوحي إليك بأنك في الستينيات من القرن الماضي وهو يحمل في يديه إبريق الشاي ودلة القهوة (ولو أنني تمنيت لو أن العاملين هم من أبناء البلد ليتجسد التراث بأصالته)، إلا أنني لا أنكر مدى ارتياحي لتلك الأجواء التي استرجعت من عمري الكثير.

هذا المطعم حين دخلت إليه أحسست بشعور غريب، مزيج من السعادة والحنين لتراث البحرين المهدوم، مزيج من الحزن والشوق للماضي النظيف والذي تلوث بفضل التقدم.

=====
ترددت كثيرا أن أقول لكم الموقف الذي ختمت به زيارتي للمطعم، وهو الموقف القديم لي والمتجدد دائما ..

فبعد انتهائي من الأكل توجهت لدورة المياه أغسل يدي، وإذا بإحدى الحريم -تهدر وتقرقر على رأسي- وقد استشاطت غضبا وهي تقول: كيف يسمح لرجل بالدخول لدورات مياه النساء!!)
صدقوني... أبدا لم ألاحظ اللوحات، فالبابان متقابلان ولا فرق بينهما !!.

====

(اعذروني على عدم ذكر اسم المطعم .. فصندقتنا لا تعلن ولا تروج لأي مشروع ولا تقوم بالدعاية له).

.